نصائح ستيف كوفمان لتعلم اللغات: خطوات عملية لتجاوز التحديات والتحدث بطلاقة

تعلم لغة جديدة حلم يراود الكثيرين، لكنه في نظر البعض تحدي مليء بالصعوبات، وسط هذه التحديات برز اسم ستيف كوفمان، الذي جعل من تعلم اللغات رحلة ممتعة بدلًا من أن تكون مهمة شاقة.

على مدار أكثر من خمسين عامًا، لم يكتفِ كوفمان بإتقان عشرات اللغات، بل صمم أيضا كورس بسيط وقصير يساعد المتعلمين على التغلب على العقبات التي تواجههم.

من هو ستيف كوفمان؟

وُلِد ستيف كوفمان عام 1945 في السويد، ثم انتقل مع عائلته إلى كندا عام 1951 ليستقر في مدينة مونتريال وهو في الخامسة من عمره.

بدأ رحلته مع اللغات مبكرًا، حيث سافر إلى أوروبا عام 1962 بعد أن عمل على متن سفينة شحن ألمانية مقابل تذكرة سفر.

قضى عامًا كاملًا في مدينة غرونوبل بفرنسا لدراسة العلوم السياسية وتعلم الفرنسية في باريس.

ثم بعد ذلك مع الوقت ذهب إلى أوروبا متنقلًا بين إسبانيا وإيطاليا وألمانيا مكتسبًا أساسيات لغاتهم.

لاحقًا انضم إلى السلك الدبلوماسي الكندي، وهناك بدأ في تعلم اللغة الصينية الماندرين في هونغ كونغ عام 1969.

ثم اليابانية عندما انتقل إلى سفارة كندا في طوكيو خلال السبعينيات، حيث عاش هناك نحو تسع سنوات.

استثمر خبراته اللغوية في مجال التجارة الدولية، قبل أن يتوسع في تعلم لغات إضافية لاحقًا في حياته.

وفي عام 2007، أسس مع ابنه مارك منصة LingQ لتعليم اللغات، ليصبح واحدًا من أبرز المتخصصين في هذا المجال

بفضل خبرته العملية والشخصية في تعلم أكثر من لغة حول العالم.

رحلة ستيف كوفمان مع اللغات

أمضى ستيف كوفمان أكثر من 50 عامًا في دراسة اللغات، وهو من أبرز المدافعين عن مبدأ الانغماس الكلي في عملية التعلم.

يركز على الاستيعاب من خلال القراءة والاستماع، ولا يرى داعيًا للقلق من الكلمات غير المألوفة، إذ يعتقد أنها تُكتسب تدريجيًا مع التكرار.

ورغم أنه لا يعارض استخدام البطاقات التعليمية لحفظ الكلمات الصعبة، إلا أنه يقضي وقته في الاستماع للمتحدثين الأصليين وقراءة نصوص مكتوبة بلغتهم.

بدأ تعلم اللغة الروسية، وهي لغته التاسعة، في سن الستين.

وبحلول عام 2025 أصبح لديه معرفة بـ 20 لغة بدرجات متفاوتة من الفهم والقدرة على التحدث والكتابة.

يتحدث بدرجات مختلفة: الإنجليزية، الفرنسية، الماندرين الصينية، الكانتونية، اليابانية، الكورية، الروسية، السويدية، الألمانية، الإيطالية، الإسبانية

كما يتحدث أيضا البرتغالية، الأوكرانية، التشيكية، السلوفاكية، الرومانية، البولندية، تعلم بعض اليونانية والتركية، وهو يواصل حاليًا دراسة العربية والفارسية.

فلسفته في تعلم اللغات

على مدار أكثر من 50 عامًا، بلور كوفمان فلسفة مميزة في تعلم اللغات تقوم على عدة قواعد:

  • يوصي بأن يحيط المتعلم نفسه بالمحتوى الأصلي للغة المستهدفة، سواء عبر الكتب أو المقاطع الصوتية أو الفيديوهات.
  • لا يهتم بحفظ القواعد في البداية، بل يفضل أن يكتسب المتعلم اللغة بشكل طبيعي من خلال الاستخدام.
  • عدم القلق من الكلمات المجهولة إذ يعتبر أن الكلمات ستترسخ تدريجيًا من خلال التكرار والقراءة المتكررة.
  • الاستماع والقراءة أساس التعلم، فمعظم وقته يقضيه في الاستماع لمتحدثين أصليين وقراءة نصوص مكتوبة بلغتهم.
  • الا يلتزم بجدول صارم للدراسة، بل يدمج اللغة في أنشطته اليومية مثل الاستماع أثناء المشي أو أداء المهام المنزلية.
  • يؤمن بأن العمر ليس عائقًا فالكبار قادرون على تعلم اللغات تمامًا مثل الصغار، وأن الأخطاء طبيعية ولا تمنع الوصول إلى الطلاقة.

اقرأ أيضا: تجميعة أهم حلقات بودكاست Luke’s English لتعلم اللغة الإنجليزية.

نصائح كيفية تعلم اللغات من كوفمان

تعلم اللغات

دمج ستيف كوفمان خبرته الطويلة في تعلم اللغات على هيئة مقاطع باليوتيوب بها نصائح وتوجيهات رائعة.

هذه القائمة مصممة لمساعدة متعلمي اللغات على تحسين قدراتهم بشكل كبير في الاستماع والفهم القرائي.

ستجد فيها استراتيجيات، أدوات، وتقنيات عملية لزيادة فهمك للغة جديدة من خلال ممارسات الاستماع والقراءة الموجهة.

من الأساليب المناسبة للمبتدئين إلى التكتيكات المتقدمة، ستكتشف كيف تنغمس في محتوى لغوي أصيل.

كما أنك ستتعلم كيفية تستخدم بفاعلية الموارد المتعددة الوسائط، وتطبق تقنيات الاستماع والقراءة النشطة لتعزيز فهمك.

سواء كنت تهدف إلى تحسين طلاقتك في أي لغة، فإن هذه القائمة مليئة بالتوجيهات لصقل مهاراتك وتجاوز تعقيدات تعلم اللغة بسهولة.

إنها مثالية للمتعلمين الذين يسعون إلى الوصول لمستويات أعلى من إتقان اللغة من خلال تحسين الاستماع والقراءة.

الرابط من هنا

مصدر إلهام لملايين المتعلمين

لا تعتبر رحلة ستيف كوفمان مجرد قصة نجاح شخصية، بل هى نموذج عالمي يلهم ملايين الأشخاص حول العالم الذين يحلمون بإتقان لغة جديدة.

لقد استطاع أن يثبت بالتجربة العملية أن تعلم أي لغة ليس حكرًا على فئة عمرية معينة، ولا يتطلب موهبة خارقة أو ظروفًا خاصة.

بل يحتاج إلى شغف مستمر، ومرونة في التعلم، وإصرار على الممارسة اليومية.

إن فلسفته البسيطة الاستماع المتكرر، القراءة، والتحلي بالصبر حولت عملية التعلم من مهمة صعبة إلى رحلة ممتعة.

ما يميز كوفمان أيضًا أنه لا يتعامل مع اللغة كأداة تواصل فقط، بل كجسر لفهم حضارات وشعوب أخرى.

فقراءته للكتب التاريخية بلغة البلد المستهدف، ومتابعته للأخبار بلغتها الأصلية، جعلت تعلمه تجربة ثقافية متكاملة.

إن ملايين المتابعين يجدون في قصته دليلًا حيًا على أن التحديات اللغوية يمكن التغلب عليها، وأن الأخطاء جزء طبيعي من التعلم.

وبذلك أصبحت مسيرته مرجعًا ودافعًا لكل من أراد أن يبدأ رحلة تعلم لغة جديدة أو يستعيد حماسه بعد محاولات سابقة لم تكتمل.

اقرأ أيضا: تعلم مهارات اللغة الإنجليزية من المعهد الثقافي البريطاني.

قد يعجبك ايضا