التخطيط الشخصي: وضع خطة لتحقيق أهدافك

التخطيط وتحديد الأهداف

السفينة لا تخرج من الميناء بدون أن يمتلك قبطانها اتجاه وبوصلة يستخدمها حتى يصل، والتخطيط الشخصي يساعدك لتحديد اتجاهك في الحياة وبوصلتك.

فاتجاه السفينة يمثل هدفك في الحياة، والبوصلة تمثل طريقة الوصول لتلك الأهداف(خطتك).

ولذلك في هذا المقال سنتحدث عن التخطيط وتحديد الأهداف، وكيفية وضع خطة تجعلك ضمن 8% من الذين يحققون أهدافهم كل عام.

ما هو التخطيط الشخصي، ما أهميته؟

التخطيط الشخصي عملية تساعدك لتنظيم حياتك كلها، وتبدأ تلك العملية عندما تقرر تغيير حياتك للأفضل.

وأثناء تلك العملية تفكر في مستقبلك وتجاوب على أسئلة عديدة منها: (ماذا تريد أن تحقق؟،كيف ومتى ستصل إلى ما تريد؟..الخ).

إجابتك على الأسئلة السابقة ستوفر عليك الكثير من الوقت، وتمنحك أهدافًا واضحة، وتوضح لك الموارد الموجودة حولك من كورسات وكتب…الخ؛ لتستغلها جيدًا وتصل إلى أهدافك المنشودة، وتلك هي أهمية التخطيط.

والآن بعد أن تعرفنا على معنى التخطيط الشخصي وأهميته هيا بنا نبدأ في مراحل وضع خطتك الشخصية.

1- مرحلة الاستعداد: ماقبل التخطيط الشخصي

قبل أن تبدأ في وضع خطتك يجب أن:

  1. تستعين بالله، أن تستكثر من الدعاء لنفسك بأن يمنحك البصيرة والعزيمة؛ لتغيير نفسك للأفضل.
  2. تعرف ذاتك: تحدد ما هي نقاط قوتك، وضعفك، المشاكل والعقبات التي تُعرقل طريقك مثل: الكسل، التسويف، إدمان السوشيال ميديا، الاكتئاب….الخ؛ لتقوم بحلها في البداية.
  3. تدرك أهمية وقتك وتسعى أن تستغله بشكل جيد، في مقال سابق تحدثت عن كيفية إدارة الوقت بشكل جيد، اضغط هنا؛ لتشاهد المقال.

هناك بعض الوسائل التي تساعدك على معرفة ذاتك بشكل جيد، أولها أن تخلو بنفسك وتسألها عما يميزك، وما يضعفك، ثم تسأل من حولك عن آرائهم حول شخصيتك، مايميزها، ومايضعفها.

ولكن عندما تسأل الآخريين يجب أن تختر الصادقين منهم، المحبين لك، والمهتمين لأمرك.

إن لم تحصل على إجابات واضحة يمكنك استخدام كراسة قراءة النفس للدكتور عبد الرحمن ذاكر الهاشمي، يمكنك تحميلها من هنا.

2- التخطيط الشخصي:مرحلة وضع الأهداف والأولويات

بعد أن تعرف ذاتك وتطلب العون من الله، نأتي إلى أهم مراحل التخطيط الشخصي، تلك المرحلة هي وضع الأهداف.

في هذة المرحلة يجب أن تعرف ما هي غايتك الكبرى، قيمك، مبادئك، والدوافع التي ستحركك للانطلاق.

أنت مسلم، غايتك الكبرى هي إرضاء الله والفوز بالجنة، ومن هذة الغاية ستتفرع أهدافك الدينية طوال حياتك.

وتريد أن تحصل على ترقية في عملك أو دراسة مجال معين، تصلح علاقتك بالآخريين، تفقد جزء من وزنك،….الخ.

عندما تتبع الخطوات السابق، ستجد أنك تمتلك أهداف أو أمنيات عديدة في جوانب حياتك المختلفة(الروحي أو الديني، الصحي، الدراسي، المهني، الاجتماعي).

دورك في هذة المرحلة من التخطيط الشخصي، هو التدوين كتابة كل أمنياتك وتنظيمها تبعًا لجوانب حياتك في ورقة واحدة.

ثم بعد ذلك نبدأ في تحويل تلك الأمنيات إلى أهداف ذكية، وتختار أولوياتك من بينها.

كيف تجعل أهدافك ذكية؟

لكي تحول أمنياتك إلى أهداف ذكية SMARTER Goals تسعى إلى تحقيقها، يجب اتباع سبع خطوات.

حيث أن كل حرف في كلمة SMARTER يمثل خطوة منهم (5 خطوات أساسية واثنان تم إضافتهم حديثًا؛ لمساعدتك أكثر).

هيا بنا نتعرف على الخطوات السبع.

  1. محددة specific: كلما كانت أهدافك محددة، كلما زادت نسبة تحديدها، فمثلاً إن كنت تريد فقدان وزنك(هدف عام)، يجب أن تحدد كم كيلو غرام تريد أن تخسر بالظبط، وهكذا مع الأهداف الأخرى.
  2. ذو معنى وقيمة meaningful: هدفك هو الدافع الوحيد لك، إن كان هدفك في الجانب الصحي هو فقدان الوزن فلماذا تريد أن تفقد وزنك؟، هذا هو الدافع لك؛ لتستمر على الخطوات التي ستساعدك على تحقيقه(الحمية الغذائية والرياضة).
  3. قابل للتحقيق في المدى الزمني الذي تخطط له: فلا تقول أريد أن أخسر 10 كجم في شهر واحد، هذا غير قابل للتحقيق، و لا تقول أريد أن أجني مليار دولار في سنة واحدة مثلا وهكذا مع الأهداف الأخرى.
  4. واقعي relevant: ذلك الهدف يجب أن يتفق مع مبادئك، قيمك، غايتك الكبرى.
  5. محدد بزمن: عندما تبدأ ي التخطيط الشخصي ستعلم أن هناك أهداف طويلة المدى(تحتاج 5: 10 سنوات لتحقيقها)، وأخرى قصيرة المدى(سنوية، نصف سنوية، ربع سنوية، شهرية..الخ)، فعليك أن تحدد أهداف واقعية يمكنك تحقيها في نطاق زمني معقول.

تلك الخطوات السابقة هي الأساسية في تحديد الأهداف الذكية(smart goals)، ولكن مؤخرا تم إضافة خطوتين؛ لتصبح أهدافك أذكى(smarter goals).

هاتان الخطوتان هما:

  • تقييمevaluate: تقييم أهدافك كل فترة، سيساعدك على تذكرها دائما، ويحفزك لتنفيذ خطتك باستمرار.
  • إعادة الضبط Readjust: عندما تراجع خطتك وتقيمها كل فترة، قد تجد أنك أخطأت في بعض الخطوات، أو أنك ابتعدت عن أهدافك وغايتك الكبرى، وهذا يدفعك لتطوير خطتك الشخصية وإعادة ضبطها من جديد.

وبما أن الدراسات أثبتت أن 8% فقط من الناس يحقققون أهدافهم السنوية، احرص على أن تكون منهم بتطبيقك للخطوات السابقة.

بواسطة: رنا مصطفى.

 

 

 

 

 

 

 

قد يعجبك ايضا